لماذا استخدام تطبيق لا يكفي لتعلم لغة جديدة
في زمن لا نفارق به هواتفنا الجوّالة، يوجد تطبيق لكل شيء تقريبًا، بما في ذلك تعلم لغة جديدة! وبما أن الفائدة الحقيقية للتحدث بلغات متعددة أصبحت مفهومة بشكل أكبر(فرص عمل وسفر رائعة مثلاً)، أصبحت تطبيقات تعلم اللغة خيارًا شائعًا لمن يرغب بتعلم لغة ثانية.
ومن المؤكد أن تطبيقات التعلم لها مزاياها. فهي تتيح التعلم عن طريق اللعب مثلاً. ومن خلال إنشاء ألعاب تتمحور حول المهام الضرورية مثل حفظ المفردات أو استخدام القواعد بشكل صحيح، يمكن للتطبيقات أن تجعل التعلم أقل روتينية وأكثر متعة. فمن لا يحب الألوان الزاهية والحيل وأصوات الاحتفال المرحة؟
التطبيقات أيضا في متناول يدك حرفياً. معظمنا بالكاد يذهب إلى أي مكان دون أخذ هاتفه معه. هذا يعني أنك لست مطالبًا بتغيير عاداتك لكي تتعلم عن طريق التطبيقات. يمكنك ببساطة التبديل من الجلوس على الأريكة ومتابعة تطبيق إنستاغرام إلى الجلوس على الأريكة لتعلم العبارات الأساسية باللغة الفرنسية أو الإسبانية. لكن….
تطبيقات تعلم اللغات هي مكان ممتاز لبداية التعلم، ولكنها ليست ختامه
عندما تحاول تعلم قراءة النصوص وفهمها، خاصة باللغات التي تستخدم أبجدية مختلفة عن أبجديتك، تستطيع التطبيقات على مساعدتك في بدء التعلم. وإذا كنت تقضي وقتًا في استخدام أحد التطبيقات بانتظام، فمن شبه المؤكد أنك ستلاحظ تحسنًا في فهمك لمفردات اللغة التي اخترتها وبناء الجملة والقواعد النحوية.
ولكن هل يمكن للتطبيق حقًا أن يجعلك تتقن لغة جديدة؟ الإجابة هي لا.
الطلاقة متأصلة في الثقافة والانغمار
بدل النظر إلى الدراسة باستخدام التطبيقات كبديل على الدراسة ضمن دورة، ننصح بالنظر إلى نوعي الدراسة كخيارين مكملين لبعضهما، و يمكن أن يكون لكليهما مكانة قيّمة في رحلة التعلم الخاصة بك.
يمكن أن يساعدك استخدام تطبيق تعلم اللغة على بدء وممارسة مهارات القراءة والكتابة. ولكن، حتى مع ألعاب التعرف على الصوت والخوارزميات المصممة لتخصيص تجربة التعلم، لا يمكن للتطبيقات أن تعلمك التفاعل ولا أن تتيح لك إحراز الطلاقة، لأنها لا تستطيع التنبؤ بمواقف الحياة الواقعية بخلاف تلك المحاكية في الدروس الرقمية.
لذلك، بمجرد أن تقوم بتغطية الأساسيات باستخدام التطبيقات، سيحين الوقت للتسجيل في دورة محلية أو بالخارج! طبعاً، ما من طريقة أسرع لتعلم اللغة من الدراسة بالخارج، والعيش مع متحدثين أصليين، والإحاطة باللغة بشكل كامل في الحياة اليومية، والتي ستساعدك كثيرًا على تحقيق الطلاقة. ونظراً إلى الطريقة التي يتعلم بها الدماغ لغة جديدة، من الواضح أن العيش في محيط اللغة في بلدها الأم يؤدي إلى تعلم فعال بشكل خاص.
ممارسة اللغة في المواقف اليومية لها مزاياها
المنطق هنا بسيط للغاية. من خلال الدراسة في الخارج، يمكنك الحصول على فهم أفضل لطريقة استخدام اللغة ضمن السياقات الثقافية. عندما تغمرك اللغة بشكل كامل، ستكون مجبراً على ممارسة قدراتك اللغوية الناشئة في جميع الأوقات وفي كل المواقف، مثلاً، أثناء الدردشة في المنزل مع العائلة المستضيفة لك، واستخدام وسائل النقل العام، واختيار البضائع أو شرائها من البقالة. تساعدك هذه المحادثات الحقيقية على وصف المواقف ومشاعرك وآرائك بعمق أكبر، وكذلك الرد بسرعة وفعالية في محادثات هادفة.
أولاً، ستتعرف على أشخاص جدد
من خلال تسجيلك في دورة لغة بالخارج، ستحاط بأشخاص ودودين لديهم نفس أهدافك للتعلم ويواجهون نفس التحديات التي تواجهك، مما يجعلهم رفقاء الدراسة المثاليين وشركاء الممارسة الداعمين. بالإضافة إلى ذلك، في تجارب التعلم الجماعي، ستكون قادرًا على التعلم من أخطاء زملائك في الصف وكذلك من أخطاءك.
ثانياً، سيكون لديك الكثير من الأشخاص للتتحدث معهم
من خلال التفاعل مع متحدثين أصليين من أجيال ومناطق مختلفة، ستمارس المحادثة بلهجات متنوعة وسياقات مختلفة، ما سيجعلك أكثر فاعلية في التواصل على المدى الطويل. أيضاً، يتيح لك هذا إتقان اللهجة المحلية بالشكل الصحيح.
ثالثاً، ستأخذك المحادثات اليومية إلى ما بعد الكتب
تتطور اللغات بسرعة فائقة. لا يمكن أن تعلمك التطبيقات أحدث التعابير العامية المستخدمة في الشارع. كما أنها لن توضح الطريقة الصحيحة لاستخدام تلك التعابير العامية لتقديم المعنى المقصود. أفضل طريقة لتعلم طريقة الحديث والمزاح بشكل عامي هي عن طريق الاحتكاك بمتحدثين في الحياة الواقعية.
هناك العديد من العوامل التي تدخل في تعلم اللغة، والحصول على فهم أقوى للقواعد والمفردات ليس سوى الخطوة الأولى. ولهذا، ننصحك بترك هاتفك والتحدث مع الأشخاص من حولك لإحراز الطلاقة.