ما هو سبب صعوبة تعلم لغة جديدة؟
إن كنت تعاني من صعوبة في تعلم لغة جديدة، فلا داعي للقلق، لأن هذا أمر يعاني منه الكثيرون غيرك. لكن، ما هو سبب هذه الصعوبة؟ هو ببساطة أن تعلم لغة جديدة يتحدى دماغك، الذي يحتاج إلى إنشاء نقاط اتصال إدراكية جديدة، ويتطلب الكثير من الوقت والاستمرارية. لكن، هذا ليس كل شيء.
وإليكم فيما يلي 3 عوامل أساسية تفسر صعوبة تعلم لغة جديدة:
الدماغ بحد ذاته يُصعّب تعلم لغة
هل تساءلت يوماً ما هو سبب تذكر البعض للكلمات الأجنبية بسرعة، بينما قد يعاني البعض الآخر كثيراً لتذكر كلمة واحدة بلغة أجنبية؟ تبّين أبحاث أن سبب هذا هو اختلاف كل دماغ عن آخر، والذي قد يقرر مسبقاً مدى نجاح الشخص في تعلم لغة. وفي دراسة أجرتها جامعة ماكغيل الكندية، تم مسح أدمغة أشخاص مشاركين قبل وبعد الخضوع لدورة لغة فرنسية مكثفة لمدة 12 أسبوعاً. ووجد الباحثون أن أدمغة الأشخاص الذين تعلموا بشكل أفضل قد شكّلت نقاط وصل ذهنية أقوى بين مراكز الدماغ المسؤولة عن القراءة والتحدث.
ورغم أن هذا يشير إلى أن بعض الأشخاص أكثر قابلية على التعلم، هذا لا يعني أن محاولة التعلم هي حكر على أشخاص دون آخرين، لأن لتعلم اللغات الكثير من الفوائد.
طرق تعلم اللغة تجعلها أصعب
هناك الكثير من الطرق لتعلم لغة، مثل الدراسة بالخارج، أو حضور دورات بعد العمل، أو المحادثة مع شخص أجنبي. لكن، السعي إلى تعلم اللغة بطرق معقدة ومتطورة يمنعنا من تعلم اللغة بالبساطة التي يتعلم بها الاطفال، الذين يكتسبون اللغة عن طريق الاستماع إلى الأشخاص من حولهم يتحدثون طوال اليوم.
ومن التحديات التي يواجهها البالغون في طرق تعلمهم للغة جديدة هي أنهم يكتسبون الكثير من المفردات الجديدة بدون تعلم كيفية استخدام هذه المفردات لتشكل جمل صحيحة نحوياً. حتى أن بحثاً أجراه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وضّح أن كثرة التحليل لدى البالغين تعيق قدرتهم على تعلم لغة جديدة، وأن التوتر والرغبة بالإلمام بجميع التفاصيل لن يفيدهم كثيراً.
والحل لهذا هو أولاً تعلم اللغات على أنها مجموعة من المهارات التي تقوم بها، وليس مجموعة من القواعد التي تحفظها واحدة تلو لأخرى علظ أمل التحدث بطلاقة يوماً ما. تعلم بدون الهدف إلى دراسة كل شيء بالشكل المثالي، ولا تخف من القيام بأخطاء أثناء التحدث.
التشابه ما بين اللغات
من الصعب تعلم لغة تختلف تماماً عن لغتك الأم. والسبب في هذا هو ليس رفض أو خوف الدماغ من تعلم شيء صعب، بل بسبب التوجهات العصبية. ووجد باحثون ألمانيون أن الأدمغة تلتقط التشابه ما بين اللغات، وتعيد استخدام اللغة الأم التي نتحدثها للبحث عن أي تشابه أو طريقة لفهم اللغات الأجنبية. وهذا يعني أنه كلما كانت اللغة التي تتعلمها أقرب إلى اللغات التي تعرفها، كلما كان تعلمها أسهل.