10 أشياء تتغير للأبد عندما تعيش في الخارج
“قد تكون الحياة صعبة في بعض الأحيان، إلا أنني أتحملها لأن العيش في بلد أجنبي شيء يجب على الجميع تجربته ولو مرة واحدة في الحياة . إن اعتقادي بأن ذلك يكملك كشخص ويهذب الحواف الحادة في شخصيتك ويحولك إلى مواطن عالمي”. دايفيد سيداريس.
الانتقال والعيش في الخارج في بلد جديد هو واحد من أشد التجارب رعبا وجاذبية على الإطلاق. حيث تتغير الحياة كما تعرفها ونحن هنا لا نتحدث عن العناوين ومساحيق الغسيل.
موطنك حيث يهوى قلبك:
عند انتقالك للعيش في الخارج سوف تنضم إلى فئة خاصة من البشر: حيث يسكون لك عنوانان ولغتان وعملتان تحتلان محفظتك. وباختصار اثنان من كل شيء ما عدا شخصيتك إلا أنك بكل تأكيد ستكون جزءا من عالمين: بلدك القديم والبلد الجديد. ويتعاظم تداخل هذين الألمين مع الوقت إلا أن الرسائل والهدايا إلى منزل والديك أو مجموعة من الصناديق القابعة في قبو أحد أصدقائك تظل علامة مميزة لأحد العالمين عن الآخر.
هدايا الأهل تعني الكثير:
بالرغم من قدرتنا على طلب كل شيء عبر الانترنت إلا أن الحصول على صندوق من هدايا الاهل يعد أفضل ما يمكن أن يحدث لك. وبالطبع فإن هذا الصندوق أو العلبة تحتوي على ألذ ما يمكن أكله في الدنيا كلها وعندها يجب أن تختار إستراتيجية معينة للتعامل مع العلبة فإما التهامها مرة واحدة وإما لعب دور الساحر في التحكم في تواريخ الصلاحية وإطالة عمر الطعام ليدوم أطول فترة ممكنة.
الوداع يصبح أسهل (نوعا ما):
بالرغم من عدم تمكننا جميعا من تحمل لحظات الوداع إلا أن تكراره كل مرة يجعله أسهل وربما يكون هذا لأنك تعرف أنك عائد إلى المنزل حيث ستتكور على أريكة مألوفة العطر أيا كان المكان الذي ستسافر إليه. فربما استطعت ولو بشكل مؤقت إطفاء كل مشاعرك وتعلم أن بعد كل وداع لابد من لقاء.
الصداقات تتعمق:
من الصعب على النفس الانتقال وخلق مسافات بينك وبين من تحب. إلا أنك تتعلم سريعا أن هناك من يخلق وقتا ليتواصل معك سواء في عطلاتهم من زيارة وغيرها أو باتصال هاتفي. وهناك من يختارون الابتعاد وغيرهم ممن يقتربون أكثر. هذه عملية عاطفية تشبه بحثك في ملابسك القديمة عما ستحتفظ به وعما ستستغني عنه.
التحديات تبدو مختلفة :
من الممتع العيش بجوار المحيط. لكنك لا زلت مضطرا لدفع للفواتير وإصلاح المراحيض المسدودة والاستشفاء من نزلات البرد السخيفة. هذا لأنك فقط تعيش في بلد أخرى، قد تكون أو لا تبدو وكأنها الجنة – لا يعني انك ستعيش في منأى عن المشاكل وكل شيء سيبدو وكأنك في نزهة في الحديقة (أو على الشاطئ). وغالبا ما تنتهي فترة الاستجمام والترفيه بغض النظر عن أينما كنت. ومهما حسدك أصدقاؤك على حياتك في الخارج فلن يمكنهم أبدا أن يتصوروا حجم المشاكل في حياتك.
شعور الذنب يستمر:
هل تذكر وجه والدتك عندما أخبرتها بأنك لن تأتي للعشاء مساء يوم الجمعة؟ ووعدت بأنك ستأتي في الأسبوع الذي يليه؟ والآن تخيل هذا الوجه وأنت تحاول شرح لماذا لن تعود إلى المنزل في عيد الفطر لأنك لم تستطع الحصول على إجازة (أو لأن الرحلة مع الأصدقاء كانت أكثر إغراءً) ولا تنس أنه لن يكون هناك وقت قريب للزيارة إلا في الصيف. سوف تشعر بالكثير من الذنب إلا أنه يجب عليك التركيز على الكيف أكثر من الكم.
العرض سيستمر (وستعتاد ذلك):
الحب المستحيل: أشياء مثيرة ستحدث بدونك: أصدقاء يتزوجون وأطفال سيولدون وحفلات أسطورية ستقام وسيضيع عليك كل ذلك إلا لحظات قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا صعب التصديق إلا أنه سيكون الشعور نفسه بالنسبة للأصدقاء الذين لن يشاركوك روعة حياتك.
ستتعلم تقدير وطنك:
قد تكون سافرت للخارج بسبب الطقس أو الشوارع المزدحمة أو المملة. إلا أنك عندما تحاول شرح ذلك لأشخاص من بلد آخر فإن وصفك سيقابل دوما بالانبهار والدهشة. رؤية الأمور من هذا المنظار الخارجي سيعطيك فرصة لتقدير ما كان لديك وتركته باختيارك وتنمو الوحشة في القلب خاصة عندما تشجع بلادك حتى لو كان فريق كرة تكرهه.
افعل ما يفعله أهل البلد:
شيئا فشيئا ستتعلم كيف تكون من أهل البلد الذي انتقلت إليه. بدءا بتعلمك اللغة المحلية ووصولا إلى تغيير في عاداتك ومواعيدك حيث تعرف مثلا متى تذهب إلى السوق للحصول على أفضل الصفقات والعروض وستجد مقهى ما حيث يعرفون طلبك قبل أن تطلبه أو تناقش بحماسة شأنا محليا مثل الانتخابات المحلية في الحافلة. وحتى لو لم تصبح من أهل البلد مائة بالمائة فإنك ستتصرف بالضبط كما يتصرفون وهو إحساس رائع أن تكون جزءا من ثقافة أخرى.
الوطن؟ الوطن!
بعد كل هذا يصبح من الصعب إجابة السؤال: أين موطنك ؟حيث يمكن أن يتضمن شرحا مطولا (انظر نقطة 1) أو في بعض الأحيان القول بأن الوطن هو حيث أمضيت طفولتك أو حيث عشت خلال فترة مهمة من حياتك. أما بالنسبة لي فالوطن هو حيث كمبيوتري المحمول وخدمة انترنت مجانية (واي فاي)تتصل بجهازي تلقائياً.