ما سبب الاختلاف بين اللهجة البريطانية والأمريكية؟
قد نتشارك في لغة واحدة ولكن لا يوجد شيء مماثل عندما يتعلق الأمر بسماع شخص من الولايات المتحدة يتحدث إلى شخص آخر من المملكة المتحدة!
ولكن لا داعي للقلق، فإذا كنت تتعلم اللغة الإنجليزية في لندن وتريد أن تعرف ما الذي يجعل لهجتك تبدو مختلفة عن صديقك الذي يتعلمها في نيويورك، ستجد هنا كل ما تحتاج معرفته.
الإنجليزية الأمريكية أقدم فعلياً:
لا ينبغي أن تتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص بريطاني، حيث ستكون الإجابة: ” نحن البلد التي أعطت الحياة لأمريكا التي نعرفها الآن” وهذه هي الحقيقة فعلياً.
لكن، عندما قام المستوطنون الأوائل بالإبحار من إنجلترا إلى أمريكا، وأخذوا معهم اللغة الشائعة في ذلك الوقت، التي كانت تقوم على ما يسمى بالخطاب الروتيكي (rhotic) (فيما يخص نطق الصوت /r/ في كلمة معينة). وفي الوقت نفسه، بالعودة إلى مدن الجنوب الغنية في المملكة المتحدة، كان الناس من الطبقات العليا الجديدة يريدون وسيلة لتمييز أنفسهم عن الآخرين، ولذلك بدئوا في تغيير خطابهم الروتيكي إلى صوت /r/ الخفيف اللين كما في الكلمة winter كانت تنطق “win-tuh” بدلا من “win-terr”. بالطبع كان هؤلاء هم صفوة المجتمع والأثرياء والجميع كان يريد محاكاتهم، وهكذا انتشرت هذه الطريقة الجديدة للتحدث (والتي كان يشير إليها البريطانيون بـ “الطريقة المعترف بها”) في باقي أنحاء جنوب إنجلترا. وهذا ما يفسر أيضا لماذا العديد من الأماكن خارج جنوب إنجلترا لا زال لديها النطق الروتيكي كجزء من لهجاتها الإقليمية. في الأساس، إذا كنت تتحدث الانجليزية من لندن، فستبدو أكثر ثراء.
تميل الإنجليزية البريطانية أكثر إلى اللغة الفرنسية:
قد أثرت الفرنسية على اللغة الإنجليزية في كثير من النواحي أكثر من ان يعترف بذلك ناطقي الانجليزية. كانت المرة الأولى عندما غزا وليام الفاتح بريطانيا في القرن الحادي عشر جالباً معه اللغة الفرنسية النورمانية وجعلها اللغة العليا والتي استخدمت في المدارس والمحاكم والجامعات والطبقات العليا. ولكنها لم تبقى طويلا، ولكن بدلا من ذلك اندمجت وتوغلت في اللغة الانجليزية الوسطية والتي كانت المزيج من جميع المؤثرات اللغوية في جميع الأنحاء في ذلك الوقت. وكانت المرة الثانية في القرن السابع العشر، عندما أصبح من الحداثة في المملكة المتحدة استخدام الكلمات والهجاء بالفرنسية. وبطبيعة الحال، كان الأميركيون يعيشون بالفعل حياتهم عبر المحيط الأطلسي ولم يشاركوا في هذا الاتجاه على الإطلاق. هذا هو السبب في ان الإنجليزية البريطانية لديها أوجه تشابه لغوية مع الفرنسة أكثر من الإنجليزية الأمريكية، وهذا ما يفسر أيضا هوسنا بالكرواسان (أحد أنواع الفطائر الفرنسية).
ابتكار التهجئة الأمريكية كشكل من أشكال الاحتجاج:
تختلف القواميس الأمريكية بشكل كبير عن القواميس البريطانية، نظرا إلى إعداد هذه القواميس من قبل اثنين من المؤلفين المختلفين على نحو واضح مع اثنين من وجهات النظر المختلفة جدا في اللغة: حيث تم إعداد القاموس البريطاني من قبل العلماء من لندن والذي أراد جمع كافة كلمات اللغة الانجليزية فقط، في حين تم إعداد القاموس الأمريكي عن طريق أحد مؤلفي المعاجم والذي يدعى نوح ويبستر. لم يرد ويبستر أن تكون التهجئة الأمريكية أكثر وضوحاً، بل أن تكون أكثر اختلافا من التهجئة البريطانية، لإظهار استقلال أمريكا عن الحكم البريطاني السابق.
واسقط ويبستر حرف u من الكلمات مثل “colour & honour” والتي ظهرت من جراء انتشار النفوذ الفرنسي في انجلترا لتكون “color & honor” بدلا من ذلك. كما فعل الشيء نفسه في الكلمات التي تنتهي بـ ise لتكون ize لأنه يعتقد ان تهجئة الانجليزية الأمريكية يجب ان تعكس الطريقة التي تقال بها. بالإضافة إلى ذلك، فان حرف z أفضل من حيث الكتابة وهذا هو السبب.
تميل الإنجليزية الأمريكية إلى حذف بعض الكلمات تماماً:
أحيانا هناك اختلافات في الإنجليزية الأمريكية التي لا معنى لها بالنسبة للناطقين بالإنجليزية البريطانية. على سبيل المثال عندما يحذف الأمريكيين الأفعال جميعها من جملة واحدة، مثلاً عندما يخبر شخص أمريكي شخص آخر بأنه سوف يرسل إليه خطابا، سوف يقول I’ll write them”. إذا سالت شخص أمريكي إذا كان يريد الذهاب للتسوق، قد يقول “I could”. في المملكة المتحدة هذه الردود سوف تبدو غريبة حقاً، حيث سيقولون I’ll write to you” & “I could go”. هنا حذف الفعل من الجملة يرجع إلى أنهم يريدون قول الأشياء بشكل أسرع أو لأن البريطانيون يتهجون ما يقولونه بالضبط. ولا نستطيع ان نقول ان احدهم مخطئاً، ولكن الفائز الحقيقي هنا هي الانجليزية البريطانية لأن صراحة الانجليزية الأمريكية ليس لها معنى. لا يعني ذلك أني منحاز.
استعارة هذين النوعين من اللغة الانجليزية لكلمات من لغات مختلفة:
من الواضح أن الانجليزية البريطانية والانجليزية الأمريكية قد تطورا بشكل مختلف عند النظر في التأثيرات الثقافية التي أثرت على كل منهما بشكل مستقل، وكيف أنهما استعارا كلمات من تلك اللغات. لسبب ما، هذا الأمر شائع جداً خاصة في الكلمات المتعلقة بالطعام: على سبيل المثال “coriander” تعني “الكزبرة” (كلمة بريطانية مستمدة من الفرنسية) وكلمة “cilantro” تعني “الكزبرة” أيضا (كلمة أمريكية مستمدة من الاسبانية)، وكلمة “aubergine” تعني “الباذنجان” (كلمة أمريكية مستمدة من اللغة العربية) وكلمة “eggplant” تعني الباذنجان أيضا (كلمة أمريكية، سميت بهذا الاسم لأنه يبدو وكأنه بيضة باللون الأرجواني). هناك العديد من الأمثلة، ولكن الشيء المهم هو أن نتذكر أنك تحصل عليها بشكل صحيح في البلد الذي تدرس فيه.