ما هي فوائد السفر إلى الخارج؟
السفر تجربة مثيرة وملهمة ومسلية، ويعتبر جيلنا محظوظاً حقاً كوننا نعيش في أيام يسهل فيها السفر كثيراً مقارنة بالماضي على صعيد السرعة والتكاليف. ويسافر اليوم عدد أكبر من الاشخاص مقارنة بأي وقت مضى، ويبلغ عدد الأشخاص الذين يسافرون سنوياً الـ 18.1 مليار شخصاً.
ورغم أن الرحلات القصيرة إلى الخارج للاستمتاع بالشواطئ أو المنتجعات لبعض الأيام هي وسيلة رائعة للاسترخاء، إلا أن السفر لفترات أطول والعيش في الخارج هو التجربة الأمثل لتغيير نظرتك إلى العالم وحتى طريقة تفكيرك بطريقة ستجعلك شخصاً أفضل.
وإليك فيما يلي بعض فوائد السفر:
الحياة في الخارج تحفّز على التعاطف
أدمغة الإنسان بطبيعتها قادرة على التعاطف، وهي القدرة على الشعور بآلام الغير، والتي تساعدنا على تشكيل علاقات صحية. لكن، يجب ممارسة هذه المهارة باستمرار لتعزيزها.
ورغم أن انتشار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي جعلتنا أكثر تعرضاً لأخبار وتفاصيل حياة الناس من كل العالم، وجعلتنا أكثر متابعة لمصاعب الحياة الموجودة في الدول والثقافات المختلفة، إلا أن كثرة تعرضنا للأخبار والمعلومات تهدد بجعلنا نفقد الاهتمام أو القدرة على التعاطف مع غيرنا.
ولأن السفر إلى الخارج يجعلنا نعيش خارج منطقة الراحة الخاصة بنا، ويجمعنا بأشخاص مختلفين ومواقف غير معتادة، فهو يعزز قدرتنا على التعاطف مع عدد أكبر من الناس. أيضاً، هناك فائدة أخرى على هذا الصعيد مرتبطة بالحياة في الخارج لفترة، وبالتحديد فيما يتعلق بتعلم لغة أخرى منذ عمر صغير. إذ تبيّن أن تحدّث أكثر من لغة يجعلنا أكثر قدرة على التعاطف مع غيرنا، خاصة عندما يصبح دماغاً معتاداً على التحول بين اللغات، وبهذا التنقل بين وجهات النظر.
السفر يعمق فهمنا للحياة
يجعلك السفر أكثر فهماً للأمور غير المفهومة، كما أنه يجعلك تتحدى الصور النمطية والاعتقادات التي قد تحملها لسنوات طويلة، كما أنه يلوّن وجهة نظرنا تجاه أمور كثيرة في الحياة. التعامل مع ثقافات معينة أو العيش في تجارب معينة ستجعلك مسلحاً بمعلومات أكثر دقة عن الحضارات المختلفة مقارنة بما قد تعرفه من قصص قد سمعتها عن غيرك. وخلال تعاملك مع الثاقافات المختلفة وفهمها دون أن تتقبل بالضرورة كل ما فيها، ستصبح أكثر لطفاً وأقل ميولاً للحكم على غيرك خلال تعامل مع العالم.
الحياة في الخارج تزيدك فهماً لنفسك
عندما تصبح أكثر انفتاحاً على غيرك، تصبح أكثر انفتاحاً على نفسك. وبينت دراسة أن الحياة في الخارج، حيث يمكنك المقارنة بين قيمك والقيم التي تقابلها خلال العيش في مواقف مختلفة وتعاملك مع أناس مختلفين، تجعلك أكثر فهمً لنفسك وأقل توتراً. ورغم تركيز تلك الدراسة على الحياة في الخارج وليس السفر فحسب، إلا أن السفر لمدة أطول في محيط من السكان الأصليين للبلاد ستعود عليك بذات الأثر.
أيضاً، يساهم السفر في تعزيز المرونة الإدراكية في دماغك، وهو مصطلح يشير به علماء النفس إلى القدرة على التنقل ما بين الأفكار. ويساعد السفر في هذا عن طريق تحدي الطرق التي اعتدنا على رؤية الأشياء من خلالها أو القيام بها. وبهذا، ستتطور لدينا المهارات الإبداعية أيضاً.
السفر يجعلنا أكثر إبداعاً
الإبداع مهاراة أساسية في سوق العمل اليوم، حيث يتم ابتكار وظائف جديدة بسرعة كبيرة، ويتم الاستغناء عن كثير من المهام المهنية الروتينية والمتكررة، والتي أصبحت الآلة أكثر قدرة على أدائها بفعالية. الإبداع مهارة أساسية في حل التحديات العالمية المعقدة، وفي الاستمرار في الإبداع في قطاعات الأعمال والعلوم.
وأظهر دراسة أجريت في سنغافورة وهولندا أن الأشخاص الأكثر سفراً يتمتعون بمهارات أفضل لحل المشاكل بطرق مبتكرة.
الحياة في الخارج تزيد من شعور الثقة
يساعد السفر في تعزيز الثقة، لأنها يجبرنا على عيش مواقف فيها تحدٍ لأنفسنا كل الوقت، ما يضطرنا إلى الثقة بغيرنا أو بالغرباء القادمين من كل ثقافات العالم، وهذا أمر أثبتته دراسات أجريت في الولايات المتحدة والصين. وعلى صعيد أشمل، يعزز السفر الإيمان بالإنسانية بشكل عام، ويعزز شعورنا بأننا نشارك العالم مع غيرنا، ونتشارك الكثير من الأهداف والاهتماما المشتركة التي نسعى لها سوية.
السفر يجعلنا أكثر تواضعاً
الوصول إلى مطار حيث لا تفهم اللغة المحلية، أو لا تعرف إلى أين تذهب أو الاتجاه الصحيح، هو تجربة غير مريحة بالفعل. لكن، تجبرنا هذه التجربة على تقبل المصاعب والمضي بالرغم منها. للسفر القدرة على جعلنا نستكشف الإنسانية والغير، واستكشاف نفسنا بشكل أفضل بينما نقوم بهذا.