ما هي فوائد تعلم لغة ثانية؟ أسباب قد تفاجئك
إذا كنت تتقن لغة واحدة فقط، سيكون لعالمك حدودٌ واضحة. ولكن في عصر الاتصالات العابرة للحدود والسفر لكل أنحاء العالم، ليس من العملي أبداً الاعتمادعلى لغة واحدة فقط – حتى لو كانت لغتك الأم شهيرة مثل الإنجليزية أو الإسبانية.
وتعرّف فيما يلي على فوائد تعلم لغة ثانية:
أسطورة الطفل ثنائي اللغة
من الولادة إلى الشيخوخة، يتطور المخ ويتكيف ويتعلم ويعيد التعلم، حتى وإن تعرض لإصابة. تعتبر اللغة مكوناً ضرورياً لكيفية عمل المخ طوال حياته، ولا يزال العلم لا يمتلك صورة كاملة لكيفية عمل اللغة، وسحرها على الممرات العصبية.
عشرات من الدراسات – غالباً ما يتم الاقتباس والاستشهاد منها في الصحافة – تذكر تعلم لغتين ضمن أمور أخرى تعزز مجموعة كاملة من القدرات المعرفية، وتجعل المخ أكثر مهارة في الانتقال ما بين المهام، والتركيز في بيئة مشغولة مثل الفصل الدراسي وتذكر الأشياء. فتعلم واستخدام لغتين – كما تشير هذه الدراسات – يجعل الأطفال أكثر ذكاء بشكل واضح.
وعلى الرغم من أن النشأة بلغتين أو أكثر قد لا تمنح مميزات قابلة للقياس أو عالمية فيما يتعلق بالمهارات المعرفية في الطفولة، إلا أنها تقدم ميزة أكثر أهمية، فهي تساعد المخ على أن يظل صحياً وهو يتقدم في السن.
الحقيقة بخصوص المخ مزدوج اللغة
المخ كالعضلات يحب التمرّن، وكما تبين فإن تعلم وتحدث لغتين أو أكثر من أفضل الطرق لإبعاد اضطرابات مثل الخرف. في الحقيقة ، فإن مزدوجي اللغة يظهرون أعراض الزهايمر في وقت متأخر بعد أصحاب اللغة الواحد بخمس سنوات، وهذه مدة أطول بصورة كبيرة مما يمكن أن تقدّمه أفضل الأدوية الحديثة. والأكثر إدهاشاً أن هذه الميزة يمكن ملاحظتها أيضاً في الناس الأمية.
على سبيل المثال، أظهرت أدمغة سكان نيويورك ذوي الأصول التي تعود إلى بورتوريكو، والذين يستخدمون اللغتين الانجليزية والأسبانية في حياتهم اليومية، أنها بالفعل أكثر ذكاء من هؤلاء الذين يستخدمون لغة واحدة. أما من يتقنون لغتين لكن لا يبدلون كثيراً ما بين اللغتين أو يستخدمون لغة واحدة فقط تظهر عليهم نتائج محدودة ومنافع أقل.
اكتساب ثقافتين
اللغات تساعدنا على شعورنا بالعالنم من حولنا والطريقة التي نراه ونصفه بها، كما أظهرت دراسة مؤخرة عن متحدثي اللغة الانجليزية والألمانية. مستخدمو اللغة العربية على سبيل المثال ليسوا بحاجة إلى 40 كلمة أو تعبير خاص لوصف الجليد مثل متحدثي اللغة الفنلندية مثلاً، ومن الملاحظ أيضاً وجود اختلاف في كيفية وصف الفنلنديين للشتاء كنتيجة لذلك.
كثير من الدراسات تدعم ذلك، وتظهر أن الناس الذين يتحدثون لغات مختلفة يحققون درجات أعلى في الاختبارات التي تقيس تفتح العقل والحساسية الثقافية ويستغرقون وقتاً أسهل في رؤية الأشياء من مناظير (ثقافية) مختلفة. لذلك فإن ازدواجية اللغة تجعل الناس مزدوجي الثقافة (أو متعددي الثقافات إذا كنت تتحدث بأكثر من لغتين)، وهي ميزة كبيرة في العصر الحديث.
حالة العمل بالنسبة لمزدوجي اللغة
لاحظت دراسة سويسرية أن تعدد اللغات يساهم بنحو 10 في المائة من إجمالي الناتج القومي السويسري، وهذا يثبت أن المهارات اللغوية للموظفين تفتح أسواق أكثر في العمل بسويسرا، ما يفيد الاقتصاد ككل. وفي بريطانيا، على الجانب الآخر، فإن تكلفة تمسك الدولة العنيد باللغة الانجليزية وعدم رغبتها في الاستثمار في تعلم لغة أخرى قدر بأنه يكلّف البلاد 48 مليار جنيه استرليني سنوياً، أو ما يمثل 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
في الولايات المتحدة، أظهرت الدراسات أن التحدث بلغة أجنبية قد يزيد من راتبك على الأقل 1.5 إلى 3.8 بالمائة ، مع حصول أصحاب المهارات الألمانية على القيمة الأعلى بسبب ندرتهم النسبية وأهمية اللغة الألمانية في التجارة العالمية. وفي الهند، فإن هذه الميزة كانت أكثر ملاحظة، مع هؤلاء الذين يتحدثون اللغة الانجليزية حيث يكسبون 34 بالمائة في المتوسط في الساعة أكثر من غيرهم.
كما يتزايد عدد ثنائيو اللغة وأصحاب اللغات المتعددة في المناصب الإدارية، وهم مرغبون في العمل: فشركات التوظيف وقادة الصناعة ينظرون إليهم على أنهم مجهزون لإدارة علاقات وفرق العمل على مستوى العالم.