كيف تسافر بطرق أكثر استدامة ورفقاً بالبيئة؟
يعلمنا السفر تقدير العالم والروائع التي يضمها، لكنه بنفس الوقت نشاط مسبب للتلوث والمؤثرات السلبية على البيئة. نحن بحاجة إلى تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للعناية بالكوكب بشكل أفضل ولتفادي المزيد من الأضرار التي يعاني منها الكومب أصلاً بسبب التلوث والاحتباس الحراري.
وفيما يلي بعض النصائح للسفر المستدام ذو الأثر القليل على البيئة:
راعي البيئة في اختيار وسيلة المواصلات
فكّر ملياً بالمواصلات التي تختارها. رغم أن الطيران قد يكون خياراً أسرع وأرخص أحياناً من المواصلات الأخرى، إلا أنه يولد كمية هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسرع من عملة التغير المناخي وأكسيد النيتروجين السام. لذا، ننصح بالسفر إلى وجهتك المقصودة على متن القطار، وهو خيار ممكن بالذات لدى السفر في أوروبا مثلاً، حيث توجد شبكة واسعة من القطارات الكهربائية قليلة الانبعاثات. ومن إيجابيات السفر في القطار أيضاً الاستمتاع بالمناظر الجميلة في الخارج.
ولمقارنة التأثير البيئي لخيارات السفر المختلفة ننصحك باستخدام آلة EcoPassenger الحاسبة للانبعاثات.
عوّض عن غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ساهمت في انبعاثه
التعويض عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تقتضي احتساب كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي ستصدرها رحلتك، ودفع تعويض في مكان آخر للمساعدة في امتصاص الغازات التي تسببت في انبعاثها في الغلاف الجوي، ما يساعد في موازنة تأثيرك على البيئة
ويمكن الاستعانة بموقع FlyGRN لحساب الانبعاثات، وإيجاد بدائل للسفر أكثر رفقاً بالبية، وخيارات التعويض عن غاز ثاني أكسيد الكربون التي ستتسب في انبعاثه. وتتضمن خيارات التعويض لأخرى مشاريع الطاقة البديلة المرخصة من قبل Gold Standard وبرامج زرع الغابات المُدارة من قبل Mossy Earth، والذين سيرسلون لك صوراً للأشجار التي ساعدتهم ف زراعتها
لكن، تذكر أنه ما من طريقة مثالية لاحتساب الانبعاثات بدقة، وأنك إن ساهم مثلاً في زراعة الأشجار، فهي لن تبدأ بامتصاص غازات ثاني أكسيد الكربون بشكل كافٍ للتعويض عن الانبعاثات التي تسببت بها قبل مرور 20 عاماً، أي عندما تنمو بشكل كامل. لذا، ما من بديل أفضل من تقليل الانبعاثات التي تتسبب بها بالمقام الأول.
تفاعل مع المجتمعات المحلية بطريقة صحيحة
ساعد المجتمعات التي ترزوها في بناء مستقبل مستدام. يمكنك القيام بهذا عن طريق الإقامة مع أسرة مستضيفة بدل الإقامة في فندق، أو شراء التذكارات التي صنعها فنانون محليون بدل التذكارات المستوردة من الخارج، والتسوق من المتاجر التي تبيع منتجات محلية بدل المنتجات الأجنبية المستوردة. بهذه الطريقة، ستقدم دعماً مالياً للمجتمعات المحلية بشكل سيساهم في نموها وازدهارها.
أيضاً، تعلم الاستمتاع بالسفر البطيء، أي السفر الذي يتيح لك استكشاف المنطقة التي أنت بها بشكل أوسع وأكثر بطئاً، بدل الزيارات السريعة لكثير من المواقع في رحلة واحدة، وبهذا تقلل من استخدامك لوسائل المواصلات المسببة للتلوث. تجربة الدراسة بالخارج تعد من خيارات السفر البطيء أيضاً.
انتبه للحياة البرية
كثير من التجارب البرية الشهيرة تترك أثراً سلبياً على البيئة والحيوانات الموجودة. إي أف إديوكيشن فيرست على سبيل المثال هي أول شركة سفر تعليمي في العالم تلتزم بجعل رحلاتها رفيقة بالحياة البرية، عن طريق التعاون مع منظمة World Animal Protection وتطبيق إرشادات العناية بالحيوان في جميع أنحاء الشركة. هذا يعني أن الرحلات التي تقدمها إي أف لن تتضمن نشاطات لا تراعي الحياة البرية بالشكل الصحيح، متل نشاطات ركوب ظهر الفيل أو السباحة مع الدلافين، والتي يترتب عليها كثير من الممارسات القاسية مع الحيوانات.
كُل بشكل ذكي وأنت مسافر
توجد قاعدتان للتسوق للطعام بشكل مستدام، الأولى هي شراء الطعام المحلي، والثانية هي شراء الخضار والفاكهة في مواسمها. إدعم المزارعين عن طريق تناول محاصيلهم في الموسم الصحيح لها. الخضار والفاكهة الموسمية لا تتطلب استيراداً من دول مجاورة وشحناً.
أيضاً، قلل من استهلاكك للحوم والدواجن قدر المستطاع، نظراً إلى أن تربية المواشي هي من القطاعات الأكثر إنتاجاً للغازات المسببة للاحتباس الحراري. لا داعي لأن تتوقف عن أكل اللحوم بالكامل، لكن التقليل من تناول المنتجات الحيوانية سيخلق أثراً كبيراً.
قلل من استخدامك للبلاستيك
القليل من الخطوات كفيلة بجعلك تستهلك كمية أقل من البلاستيك. الطريقة الأولى هي شراء حافظة مياه مصنوعة من الألمينيوم بدل شراء قوارير المياه البلاستيكية كلما شعرت بالعطش، وحمل كيق قماشي تضع به مشترياتك بدل أخذ كيس جديد لكل شيء تقوم بشرائه. أيضاً، قلل من استخدام مواد العناية الشخصية المحفوظة في بخاخات معدنية (مثل مزيل رائحة العرق البخاخ أو مثبت الشعر)، لأن هذه العلب المعدنية غير قابلة لإعادة التدوير.
ماذا يوجد داخل حقيبتك؟
يميل كثير منا إلى التسوق كثيراً قبل السفر، لكن هل تعلم أن صناعة الملابس هي من الصناعات الأكثر تلويثاً للبيئة والأكثر هدراً للموارد؟ وتقدر بعض الإحصائيات أن قطاع صناعة الملابس مسؤول عن 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما أنه مسؤول أيضاً عن تلوث الكثير من الأنهار بالصباغ التي تستخدم لتلوين الأقمشة. لذا، ننصحك بالتفكر جيداً قبل الإقدام على شراء المزيد من الملابس، وإعادة استخدام الملابس التي تملكها أصلاً والعناية بها للاستفادة منها لأطول مدة ممكنة. أيضاً، تبرع للجمعيات الخيرية بالملابس التي لا تلزمك وبهذا ستزيد من عمرها الاستهلاكي، وتجنب رميها في حاوية المهملات، حيث ستتراكم مع كثير من النفايات الأخرى غير القابلة لإعادة التدوير.
أيضاً، ننصحك بالاطلاع على متاجر ومصنعي الملابس الذي يراعون البيئة في صناعاتهم، ويمكن إيجاد مئات العلامات التجارية التي تصنع الملابس والأحذية بطرق رفيقة بالبيئة وقليلة الأثر البيئي عن طريق بحث بسيط على الإنترنت.
أخيراً، تذكر أنه كلما ثقلت حقيبتك زاد الوقود اللازم لنقلها بالمواصلات، لذا خفف من وزن حقيبتك وبهذا ستقلل من التكلفة على نفسك ومن الانبعاثات.